اللبؤة والأسد .....درس في الحب ....

الفصل الأول :

أحب الأسد لبؤة ..تقرب منها لاطفها أسمعها أعذب الكلام فهي لم تحب أحداً بعد ..
لآن قلبها القاسي بعد ان عرفته .

.
أحست اللبؤة بصدق الأسد المهاب وحاجته لحنانها..
فالبرغم انه مهاب فهو يمتلك قلباً رقيقاً يبحثُ عن حباً يزداد به قوة ..
يحتاج إلى لبؤة تؤنس وحشته قلبه التواق إلى الحب الصادق إلى من يشاركه أفراحه وأتراحه ..
وبهذا وجد الأسد ضالته مع اللبؤة,
فهي أيضاً تريد قلب أسداً مهاب خارج عرينه وعاشقاً رقيقاً في أحضانها .
...لبــؤة تبحث عن حبٍ بل عن عشقاً يزلزل كيان عاشقين تكون هي أحد هما .
 طلب الأسد من اللبؤة أن تقبل بهِ حبيباً وأن تبادله الحب .. فكرت اللبؤة ..
لما لافقد يكون هو العاشق الذي اتمناه ....
فالبرغم من قوة الأسد و جبروته وقسوته وتحذير الجميع لها من هذا الأســــد
والخوف عليها منه إلا أنها مؤمنه بأنها لبؤةً قوية حنونة فلن تمنح القوة والحنان إلا لإســـد مهـاب .
قال بعض الحكماء :
* العشق يروض النفس ....
* ويهذب الأخــــــلاق ....
* ويلــطــف الــروح .....
* ويصفي كدر النفس .....
* ويوجب الأرتياح لأفعال الكرام ..
وقالوا أيضاً :

* العشقُ أنيس من لا أنيس له وجليس من لاجليس له ..
* العشق يشجع جنان الجبان ....
* ويصفي ذ هـــن الــغبــي ....
* ويطلقُ كــــف البخــيـــل ....
...وراح الأسد يمني اللبؤة بالوعود والأحلام طار بها في دنيا الغرام والعشق .
وثقت به ومع ذلك لم تسلم قلبها له فالحب عندها له فلسفةٌ خــاصـــة .
...تقابلا إجتمعا بعيداً عن عيون الأخرين ولسان حال الأسد يقول :
ياعشق أيامي ظمئتُ فهل الى شفتيك وردٌ أو اليـك سبيـلُ
لاتتركيني في الضباب كريشةٍ مالت بها الأنواء حيثُ تميلُ
للموج يلعب بي وأنت بعيدة عني ..أجدف والطريق طويلُ
وحدي كطفلٍ حائراً في زورق بين العباب ..وللرياح عويلُ

كبر الأسد في عيون اللبؤة وفتحت له قلبها فهي من أنصار قول الشاعر :
وأذيب روحي للكريم تودداً إن شف عن روحٍ تصون ودادي
وأبيحه قلبي رجـا اسعـاده ان يرجـو مخلصـاً اسعـادي
وأكون وإن جارالزمان عماده مُذ كان في أمسي البئيس عماده
وإن تبدى الحزن في أحداقه سكن الأسى عيني وعز رقـادي
************
الفصل الثانــــــــي :
طلب الأسد من اللبؤة أن يجمعهما عرين واحد كي يرتمي في أحضانها وينهلان من رحيق الحبِ كأسَ .
وطار الأثنان يحلقان في سماء الأماني والعرين الواحـــد ...
وأصبح الحب بينهما كما قال ابن حزم الأندلسي ( طوق الحمامة ) :
إن الحب استحسان روحاني وامتزاجٌ نفساني مرجعه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومه في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع .
أو كما يقول ناجي :
لست أنساكِ وقد أغريتني بالذري الشم فاأدمنت الطمـوح
أنت روح في سمائي وأنا لكي أعلو فاكأني محـضُ روح
يالهـا مـن قمـمٍ كنـا بهـا نتلاقـا وبسرينـا نبـوح
نستشف الغيب من أبراجها ونرى الناس ظلالاً في السفوح

 تنصت اللبؤة لحديث الأســــد الذي ينساب شعراً في أوصالها فكأنه يردد قول الشاعر :

أذيبيني على شفتيـك لحنـاً فأنـت الحـب إحساسـاً ومعنـى
وناجيني إذا ما شئـتِ همسـاً مناجـاة الحبيـب شكـا وأنـا
فقلبي عاش محروماً حزينـاً فلمـا هـام فيـك صبـا وحنـا
وكم قاسى على مر الليالـي شجونـاً أرقـت بالسهـد جِفنـا
يُجنُ القلب إن جافيتِ يوماً فإذا لاقـت لمـاي لمـاك جُنـا
فصبي الكأس واسقيني هواكِ فما للعيـش دون هـواك معنـى
هوانا خالداً كالد هر بـاقٍ وإن فنـى الشبـاب فليـس يفنـى
فداوي حيرتي في ليل يأسي ولاتـدعِ الفـؤاد يـذوب حزنـاً
أحبك فتنة تُنسي وتشجي فأنت البـدر لا .بـل انـت اسنـى
وكم عانيتُ في صحراء عمري من الحرمـان آلامـاً وغبنـا
فلما جئتِ بعد جفاف روحي وكنـت لقلبـي الضمـأن مُزنـا
تألق كل شيء في حياتي وأمسـى قبحـه فـي العيـن حسنـا
عشقتك نغمة تسـري بليلـي وخدنـا هائمـا يشتـاق خدنـا
وعشت أهابُ أحداث الليالي فجئـتِ لعمـري الحيـران أمنـا
فصوني إن أردتِ هوى فؤادي أصون هواك في الأحداق صونا
فكوني للجراح يداً تـداوي وكونـي للهوى حضنـا وحصنـا
فمن لي في الوجود علي يحنو سواكِ إذا الزمان قسـى وضنـا



وتجيبه اللبؤة بقول الشاعر :

ودعت أحزاني وصنت فؤادي عن حب من لايستحقُ ودادي
وألفتُ أن أحيا كطيفٍ عابسٍ تتكسر الأحلام دون وسـادي
أوصدته ونثرتُ في أفيائه ناراً توؤججهـا نـارُ عنـادي
حتى عرفتكَ فانثنيتُ مسلماً لك مهجتي وسريرتي وقيـادي
وبينما هـما كذلك إذ أتت العناكب ونسجت خيوطها على مدخل العرين ,
رأى الإثنان العرين مغلق بخيوط العنكبوت, الأسد هـالـه المنظر!!
الأســد المهاب الذي يزلزل الغابة يروعه منظر خيوط العنكبوت على مدخل عرينه
انه للعجب العُـجاب ان يصـده عن الدخــــول .
... وراح يعلل النفس بالأماني وأنها لابد يومـاً أن تزول هـذه الخيوط ..
اللبؤة تنظر إلى الأســد في حيرة كيف يستسلم الليث لخيوط العنكبوت ؟؟
كيف وهي التي تريده أن يحميها ويضمها إلى صدره الرؤوم داخل عرينه ؟
أين الأماني ؟
أين الوعود ؟؟؟؟؟
يا إلاهي هل تـقـف العناكب في طريق الأسد ؟؟
تقدمت اللبـــــؤة وأزالت تلك الخيوط بمخالبها ومهدت الطريق أمام الغضنفر المهاب
وهو يرمقها من بعيد ...
ووقفت اللبؤة على باب العرين تقول له تفضل ياليثي العزيز ندخل معـــاً ..
تعال أدخلني عرينك هيا فالندخل إلى حيث الدفء فالبرد ينخر في عظامنا ..
.ولـــــكن ؟؟
الأســــد لم يتحرك ويطلب منها البقاء في العراء !! وتتسأل اللبؤة !!
ماالذي يمنع الأســـد الأن من الدخول ؟
هل إعتاد حياة العراء ؟ هل ألف الصقيع ؟ ؟؟
وتقول اللبؤة للأســد :
أين أحلامي وأحلامك ضاعت بعدما ولـت أماسينا الخوالـي
حين كُـنـا نلبـس الدنيـا جمـالاً من خيالينا ونفنى في الوصال

يتبع ..............

تعليقات

مقالات أُخرى..

اليوتيوب .. رقص .. بنات و شباب ... فضيحه ..

زواج مسيار / زواج مطيار / زواج محقار ...

غريبٌ أمر الرجال في بلادي ....!!!!

حقول نبيل المعجل البيضاء وأعداء البيئه..

الرأي الحر والحريه ... ومصلحة ناصر ...