منعتُ عيني من أن تدمع فأبت ...

قال لي : أمي لا تحزني لعلي أكون شفيعاً لكِ في الجنة .
لا عليك يا بُني فليتقبلك الله ويدخلك جنته... وأنزل الله سكينته علي وغادرت .. وغادر...

.. أمي أحكي لنا حكاية ما قبل النوم ...
أمي لقد فزت في لعبة ( القيم بوي) , ها هو يكبر أمام عيني بدأ يتعلم القراءة والكتابة ,
أمي شددي علي لكي أصحو لصلاة الفجر, 
أمي لم أعد صغيراً كي تذهبي معي للخياط أو للسوق ,
أمي نجحت سأنتقل للثانوية .
أمي لا تخافي أركبي فأنا أتقن قيادة السيارة .
أمي ماذا تريدين أحضر لك من مكة سأذهب مع أصدقائي ...؟
أمي استيقظي صلاة الفجر ... 
أمي هل يعجبك قصر ثوبي إنه سنة نبينا...
أمي هل سمعتي هذا الحديث ...
أمي التقيت بسماحة المفتي وسلمت عليه ... 
أمي أيقظيني للجامعة عندي محاضرة..
أمي هذا حلال وهذا حرام ..أمي اشتريت لكِ هذا أعرف أنك تحبينه ...
أمي أمي أمي .. وبعد مقدمات كثيرة عرفت أنه لا محالة راحل
...
ذرفت دمعاً بل هو اعتصار فؤادي المسجون بين أضلاعي ...
فعيني كانت المنفذ الوحيد له بعد أن غص حلقي بعبرة أبيتُ عليها الخروج ....
سألت نفسي على ماذا تحزنين أيتها الأم ؟ 
أتحزنين على ذكرياته ؟..
الذكريات أوقات فاتت بحلوها ومرها ....
الله أرحم عليه منك فلماذا تبكين ؟
هل أنانيتك في بقائه بجانبك ؟ ربما ...
أم أنه الحنين إلى جزءً مني افتقدته ...؟
يا إلآهي إنها لا تنفك تذرف دمعاً ينسكب ساخنا تسبق ملوحته طعم زادي ...
كلما هممت برفع لقمة لفمي تذكرته يشاركني وجبتي ....
ألم أقل لكِ يا نفسُ لماذا الحزن ؟
فأنتِ تريدينه لك ليؤنس جلستك ويقضي لك حاجتك ؟؟؟

الأم نوال المطلق