أيها السعوديون المتزوجون... تغيروا أو ارحلوا. 2

(4)
يمكن للمصابين بالطلاق النفسي معرفة ذلك، إذا توافرت فيهما أو أحد منهما بدرجة كبيرة ما يلي:
1. يا نار شبي من ضلوعي حطبك: أي سرعة اشتعال الخلاف كسرعة الدعسة الأولى من سيارة لامبرجيني حين تقوم من التوافه معركة لها أول وليس لها آخر.
2. الصهيونية العالمية: انهيار الثقة لدرجة استغراب حدوث شيء جيد، ويغلب على ظنهما حدوث الأسوأ دائماً وأن هذا الفعل الحسن تخبأ خلفه مؤامرة.
3. البرود الجنسي: افتقاد الحميمية وتباعد المعاشرة الجنسية وإهمال الاستعداد أو الاستمتاع بها وتغدو علاقة خالية من الروح حين يدندن عقلك الباطن أثناءها: "إلي يبينا عيت النفس تبغيه وإلى نبيه عي البخت لا يجيبه".
4. الاتجاه المعاكس: عدم توافق الآراء في كل شيء، فهي تقول يمين وهو يقول يسار، وهو يقول صح وهي تقول خطأ!! ثم تقََبع من جديد، ويا نار شبي... إلخ.
5. النهب المنظم: أي الابتزاز المادي لغرض تعويض المتضرر، كأن تكون الزوجة صغيرة العمر ومتزوجة بشيخ كبير أو تعاني من الخيانة الزوجية أو تورط زوجها في المسكرات والمخدرات أو مرض الزوج بداء عضال ومزمن، ويمتد النهب المنظم للزوجة الساعية لإفقار زوجها كي لا يفكر في الزواج من ثانية، أو إشعاره الدائم بالعجز المادي نحو تلبية حاجات الأسرة فيصاب بالهزيمة النفسية فتسهل السيطرة عليه تالياً.
6. أنا بكرهك: المحاولة المتكررة لإيقاع الإيذاء المعنوي بجرح الكرامة والشتم بعبارة وقحة ومؤلمة، تهاجم فيه أنوثة المرأة أو ذكورية الرجل أو التعيير بماضيهما والتبجح بالفوقية وإشعار الطرف الآخر بالدونية "التهميش"، وتبلغ الإهانة مداها بالتعدي بالضرب والإيذاء الجسدي "العنف الأسري".
7. الفكة من جحا غنيمة: يحدّث الزوجان نفسيهما برغبة كامنة وقوية في الترك، مؤمنين بانسداد أفق الحياة، والتطلع والتمني بقوة للارتباط بشريك آخر موجود أو متوهم والتعلق بشخصيات عامة.
8. مظلوم يا حضرة الضابط: ممارسة الزوج أو الزوجة دور الضحية المنتهكة حقوقه وكثرة الشكوى للقريب والبعيد بالرغم من التضحيات التي قدمها كافة، في المقابل يجحد حسنات الطرف الآخر قائلاً: ما رأيت خيراً قط.
9. فضيحة بجلاجل: لقد بان للمحيط الأسري اختلاف الزوجين بما لا يدع مجالا للشك، وقد أصيب الأبناء بفقدان الثقة بالحياة، وتلمس عندهم إما عدوانية وإما انطواء "شخصيات غير سوية"، مسبباً آلاماً نفسية عميقة.
10. دكتور ألحقني: الإصابة بالصداع المزمن والكسل الشديد، والإرهاق، وفقدان الوزن أو زيادة الوزن المفرطة، وآلام المفاصل، أو القيء وظهور الطفح الجلدي في حالات نادرة.
(5)
إن الحلول المطروحة لمشكلاتنا المجتمعية ومنها مشكلة الطلاق النفسي ثلاثية الأبعاد: مجتمعية تقليدية تعتمد على قمع الحقوق الفردية لصالح أعراف التاريخ والجماعة، أو قراءة حدية ومتزمتة للنصوص الدينية، أو ليبرالية أطلقت العنان للغريزة وهاجمت كل ما هو ثابت دينياً، محاكاة للتجربة الإنسانية الغربية، بل تطرفت في دعواها انتقاما من ممارسات أشخاص بعض المتدينين.
إن التحدي الفكري والحضاري لنا سوسيولوجياً هو في استيلاد حلول ممكنة ووسطية تراعى فيها ثلاثية: الدين، العرف، والحياة المعاصرة، ولذا فإن أي خيار تسعى إليه المؤسسات المدنية وهي يتبنى خطأً فكرياً للإصلاح مختلفاً ومتطرفاً ستبوء بالفشل قطعاً. أما على صعيد الفرد فعنده من الأسباب داخل دائرة التأثير ما قد يؤدي إلى إصلاح العلاقة الزوجية والانتقال تدريجياً بها من الفتور إلى الحب والعطف والمودة والتقدير وهي:
1. زواج.. طلاق.. خلع..
قد يكون الزواج من ثانية حلاً لمشكلة الزواج الأول عندما لا يحمّل الزوج جميع المسؤوليات لزوجته الأولى كما يشبع تطلعاته فتتحسن العلاقة، وأرجو أن تتنبه إلى كلمة: قد!! فيكفيني الهجوم الشرس الذي تعرضت له في مقالتي السابقة (النقطة "5") عندما ناديت بالزواج العظيم المسمى: المسيار.. كما قد يكون الحل في الخلع أي إعلان الطلاق الرسمي "الشكلي" من الرجل لأن الطلاق واقع في الحقيقة ولا يحتاج إلا لقص الشريط فقط، سيما إذا كانت الزوجة أو الزوج تمكنت منهما الكراهية، وهناك إجماع من الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي على سوء أحدهما في المنزل والعائلة الكبيرة والعمل والأقارب والأصدقاء، باستثناء حالات نادرة ليس أمامها إلا التعايش، وعندها لا تملك إلا تحجيم المشكلة قدر ما تستطيع فتحتسب وترجو الأجر والثواب من الله ـــ العليم اللطيف.
2. سعادة المستشار: يجب عدم السكوت والمباشرة فوراً بزيارة عيادات الاستشارات النفسية أو استشارة قريب ناصح وحكيم، والحذر الحذر من استشارة الأقران مهما كانوا مقربين، فقد تكون فرصة لبعضهم في التشفي فيدلي بنصائح تعمّق المشكلة أكثر فأكثر.
3. قل خيراً أو اصمت: إذا ترددت في التعبير عن مشاعر الغضب فالأفضل ألا تتحدث بها في ظرف نفسي صعب، لأن الحديث سيعود بك إلى.. يا نار شبي... إلخ.
4. أدخل الكهف: الرجل إذا تأزم يرغب في الهروب والانزواء، والمرأة إذا تأزمت ترغب في الشكوى والثرثرة للآخرين لساعات طويلة عبر الهاتف، وعليه فإن على الزوجين تفّهم واحترام هذا السلوك الطبيعي الذي يحدث في كل بيت بما في ذلك البيت الأبيض.
5. النار من مستصغر الشرر: قلل اعتمادك على الطرف الآخر بأن تخلق مشروعك الحياتي الخاص والتمتع ولو لمرحلة زمنية معينة ريثما تهدأ النفوس، وعلى الرجل العناية بحاجات المرأة المنزلية إما بنفسه وإما باستخدام موظف أمين ومطيع،
كما على المرأة العناية بحاجات الرجل المنزلية إما بنفسها وإما باستخدام عاملة كفؤة،
 فالقصور في تلبية الحاجات الآنية والصغيرة سيعمق المشكلة لا محالة.
6. الله يرحم الحجاج عند ولده: لا بد أن نعترف بأن أحد الأسباب الجوهرية للمشكلة ـــ ولا سيما للمتزوجين الجدد ـــ هي: ارتفاع سقف التوقعات، ولعلك تلاحظ أن 70 في المائة من حالات الطلاق تتم في أول سنتين من الزواج،
ولا يخفض توقعات الزوجين إلا التعرّف على المشكلات الأسرية في البيوت الأخرى التي أغلبية الناس لا يظهرونها بل يمثلون السعادة على الآخرين، كما على الزوجين العناية والقبول بالنسبية بأن يرفض ويقبل منه أو منها خلقا آخر والصبر، فكلها 60 سنة إن كثّرت وكل طرف سيفارق الآخر.
7. الطفل الكبير: الرجل يبحث عن الدفء والحنان كما الطفل الصغير وإن بدأ خلاف ذلك ظاهرياً، وعلى الزوجة أن تعلم أن هذا الوحش سهل جداً ترويضه، أما لاحظت ضعفه عندما تبتسم له أي امرأة كانت!! إنك تملكين قوة تأثير نووية وهي: أنك أنثى. تقول الدكتورة لورا شلنسجر في كتابها "قوة الزوجات الخفيّة": "تستطيع المرأة استعمال قوتها أكثر من الرجل في علاقتها معه، فالرجل ولد من المرأة، وربّي على يد المرأة، ولجأ إلى المرأة للعلاقة الوثيقة التي تربط بينهما، والمرأة أساس توازن الرجل العاطفي طيلة حياته".
8. كن كالقنفذ: التقي قنفذان في ليلة شاتية باردة يبحثان عن الدفء فتقاربا وآلما نفسيهما بالشعر الشوكي ثم تباعدا ثم تقاربا وتباعدا حتى وصلا إلى أكبر قدر من الدفء بأقل قدر من الألم. إن مؤسسة الزواج تتطلب من كل طرف أن يتعرف حدود الآخر وأين المكان الوسط الذي يقف عنده.
9. السفر إلى النور: أن تغيير المكان بالسفر والاستجمام والترفيه خارج المدينة أو تغيير أثاث المنزل أو الانتقال لمنزل جديد قد يحدث تغييراً جوهرياً في ذاكرة المكان السيئة والبدء في فتح صفحة جديدة.
10. الرياضة والقراءة والصداقة: أكاد أقسم غير حانث أن 50 في المائة من مشكلاتنا الحياتية حلها في ممارسة الرياضة حين نتخلص من الضغوط ونشعر ببهجة الصحة واعتدال المزاج، كما أن قراءة الرواية تهذب النفس وتشغل الذهن بما هو مفيد، كما تحسن الخبرة الإنسانية على التواصل والتفهم. إن معرفتنا المتجددة بأناس أصحاء نفسياً وإيجابيين وتبادل الزيارات معهم ستسهم في نقلنا إلى بيئة ثقافية أحسن، فالطيور على أشباهها تقع.
11. اكذب حتى تصدق نفسك: لقد رخص لنا مجاملة الزوج أو الزوجة حتى لو كان كذباً. إنني أتعجب من رجال ونساء ساحرين يكذبون أو يبالغون في مدحهم ولكننا مضطرون إلى تصديقهم.. إنها فطرتنا.
12. طول بالك: إن صناعة السعادة في المنزل ليست بالأمر اليسير والتلقائي،
 إنها صناعة تحتاج إلى زمن تتراكم فيه الخبرات الإيجابية وسيطول أكثر إذا كانت الخبرات السابقة سلبية، ولذا علينا الصبر فالكأس لن تفيض إلا إذا امتلأت.
ختــــامــــــــــــــاً :
هناك كلمة واحدة مختصرة وسحرية قد تغنيك عن مقالتي وهي :
عليك أيتها المرأة إشهار سلاحك النووي وهو أنوثتك،
أما أنت أيها الرجل فلا تحاول التغيير فهذا حلم إبليس في الجنة،
بل تفهم وتقبل وابحث عن الممكن والمشترك.
أيها السعوديون المتزوجون... تغيروا أو ارحلوا.
مقال للدكتور / يوسف بن عثمان الحزيم .

تعليقات

مقالات أُخرى..

اليوتيوب .. رقص .. بنات و شباب ... فضيحه ..

زواج مسيار / زواج مطيار / زواج محقار ...

غريبٌ أمر الرجال في بلادي ....!!!!

حقول نبيل المعجل البيضاء وأعداء البيئه..

الرأي الحر والحريه ... ومصلحة ناصر ...