أيها السعوديون المتزوجون .... تغيروا أو أرحلوا ......



مقال للدكتور / يوسف بن عثمان الحزيم .
(1)
تتعرض مؤسسة الزواج خاصة في سنواتها الأولى لأزمات حادة، يتآكل فيها الحب والعطف فيؤدي إلى انهيار الشكل القانوني فيحدث الطلاق الشرعي و
تعريفه لغة: الإرسال والترك،
 وشرعاً: حل رابطة الزواج وإنهاء العلاقة، وهو مكروه إلا لسبب.
فعن ابن عمر أن رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ
 قال: "أبغض الحلال إلى الله ـــ عز وجل ـــ الطلاق" رواه أبو داوود،
قال ابن سينا في كتابه "الشفاء": "أن يكون إلى الفرقة سبيل ما، وألا يسد ذلك من كل وجه، لأن حسم أسباب التوصل إلى الفرقة بالكلية يقتضي وجوهاً من الضرر والخلل. منها أن الطبائع، ما لا يألف بعض الطبائع فكلما اجتهد في الجمع بينهما زاد الشر والخلاف وتناقصت المعايش"، وقد بلغت نسبة الطلاق في السعودية درجة مخيفة تنذر ـــ إن لم تكن كذلك ـــ بكارثة اجتماعية تحت السطح، ففي عام 1428هـ فقط بلغت حالات الزواج 130451 حالة، منها 28561 حالة طلاق بنسبة 21.89 في المائة، وفي الرياض مثلاً بلغت حالات الطلاق ثلاثة آلاف امرأة من أصل 8500 حالة زواج.
(2)
إن النوع الثاني من الطلاق هو الطلاق النفسي، ويسمى العاطفي علمياً، حين تغيب المودة والرحمة والعطف والحب من العلاقة بين الزوجين لفترة طويلة، وبذا تصبح مؤسسة الزواج إطارا قانونيا خاليا من المعنى.. يحافظ عليه الشريكان مجبرين لعدة أسباب سيرد ذكرها.
يعرّف الطلاق العاطفي بأنه: "حالة تعتري العلاقة الزوجية يشعر فيها الزوج أو الزوجة أو كلاهما؛ خواء المشاعر منعكساً على جميع التفاعلات داخل الأسرة، وهو عكس التوافق الزواجي حين يسعى كل طرف لتحقيق الرضا للطرف الآخر بإشباع رغباته سواء كانت جسمانية أو عاطفية، أو اجتماعية، أو اقتصادية" فيما يعرفها آخر بـ "الفتور العاطفي الدائم، وافتقاد الاهتمام أو المساندة النفسية والأخلاقية".
إن الطلاق النفسي عند المرأة أكثر منه عند الرجل وقد لا يعلم أو يتوقع أحد الطرفين عمق المشكلة بسبب افتقادهما المناقشة والحوار، فيقع المنزل ضحية تمثيلية كبيرة أبطالها سيموتون جميعاً في فصلها الأخير.
(3)
من أبرز أسباب الطلاق العاطفي:
1. التباين الشديد بين الزوجين في العمر أو التعليم والثقافة أو مستوى الجمال والوسامة أو المال أو العرق أو الجنسية أوالمنطقة، ولا سيما في الدول الشاسعة ذات الثقافات المتعددة.
2. الخيانة الزوجية أو تعدد الزوجات أو التهديد الدائم بالتعدد.
3. البيئة الاجتماعية التقليدية المتماسكة أكثر مما يجب حين تغيب حقوق الفرد لصالح جماعة الوالدين والأهل والأقارب، يقابله ضعف شخصية الزوجين أو أحدهما.
4. حب التملك والاستحواذ، إما بدافع الخوف وإما السيطرة، وتلعب الذاكرة الجمعية للتنشئة الأسرية دوراً كبيراً فيها.
5. الأمراض النفسية الجينية الوراثية حين تكون العائلة الممتدة أو العشيرة أكثر استعدادا من غيرها للإصابة بالاكتئاب والرهاب.
6. وجود الحب ولكن تنقصه المعارف والمهارات والخبرة للتواصل الإنساني والتعبير الحر عن الرأي أو فن التخطيط وإدارة الحياة، ويعود ذلك لفشل التربية الأسرية ونظام التعليم العام والدعوة.
7. ارتفاع مستوى التوقعات وبناء صورة ذهنية وردية متكئة على مسلسلات تلفزيونية وأفلام غرامية أو فترة الخطبة التي حفلت بكل ما هو مغر، وفق تمثيلية عفوية أبرز كل طرف أجمل ما فيه ثم يصطدمان لاحقاً في مؤسسة الزواج التي تحتاج إلى كد وعمل لإنجاحها.
8. نقل ضغوط العمل الناجمة عن الوظيفة وبناء المستقبل الوظيفي أو المسار التعليمي نحو تحسين دائم للوضع الاقتصادي للأسرة، في حين يعاني الأثرياء من صعوبة إدارة العاملين والتصدي للمنافسة المتجددة ومعالجة مخاطر الاستثمار، وكل هذا وذاك يستلزم قضاء وقت طويل خارج المنزل بذهن مشغول وقلب مشحون وأعصاب متوترة وإن بدت في الظاهر ساكنة.

تعليقات

مقالات أُخرى..

اليوتيوب .. رقص .. بنات و شباب ... فضيحه ..

زواج مسيار / زواج مطيار / زواج محقار ...

غريبٌ أمر الرجال في بلادي ....!!!!

حقول نبيل المعجل البيضاء وأعداء البيئه..

الرأي الحر والحريه ... ومصلحة ناصر ...